أقنعة شفافة....

تحيه للكرام:

بسم الله الرحمن الرحيم........

-خلف بيتنا الجديد بئر ...لم أذهب لرؤيته مطلقاً...ولكن انتابني اليوم شعور بالرغبة في الذهاب له والوقوف عنده....وها أنا ذاهبة....مددت رأسي لأنظر له..بئر بهذه الغزارة!!!

لأول مره أدرك أن البئر لابد أن يكون غزيراً لهذه الدرجة .. فتساءلت في نفسي...هل يحتاج البئر لكل هذه الأمتار تحت الأرض!!...هل لو لم يكن غزيراً لم يستطع ان يحتوي على هذه الكميه الهائلة من الماء...؟وهل الماء المتواجد على السطح صافي نقي والمتواجد في القاع عكر وشائب بالأتربه ...؟

-لكن ...
-كيف لي أن اري قاع هذا البئر وهو يمتد لأمتار تحت الأرض....عجيب الأمر وأكاد لا أصدق...نعم أنا هنا أرى القاع بالرغم من غزارته...

إنتابني الخوف وشعرت انني عاريه وأن الجميع عرف ما أخفيه فرأيت نفسي في البئر وأحسست أن قناعي شفاف تماما ليراه الكثير ممن حولي ....فماذا افعل الآن ...لا حيله لي في لبس قناع معتم فقد أكون أول من يعتم بصره عن نفسه...ولكني لا أريد أن يراني بقيه من لم يراني..

آآه اعتقدت أنني اخفي الكثير.. واكتشفت أنني لا أخفي إلى القليل ..فمن له نظر ثاقب فقد اكتشفني.

ولكن ..لا زال عندي أمل في من يعاني من ضعف في البصر والبصيرة قد لم يعرف عني الكثير....فأنا هنا بصدد مشكله.. أريد أن أكون خفيه بعض الشيء ولا أتحمل عبء تعري وجهي للكثير من المبصرين...فهو مليء بالنتوآت التي أخجل من إظهارها..

فكيف لي أن أحل المشكلة...لدي خياران فقط لا غير....فأما أن أكون عارية الوجه وأما أن اثقل نفسي بلبس كثير من الاقنعه..

-فسأختار ان ألبس كثيرا ًمن الأقنعة الشفافة الى ان تصبح شبه شفافة فهي بهذه الطريقة ستجعل القلة يبصرون ولكن الكثرة لن تتوفر لديهم نظره حادة وثاقبة ليكتشفوني.. وفي نفس الوقت قد أرى نفسي كما يروني ...

بصيص من هنا وهناك ...وغشاوه من هنا وهناك..

وليس بالضرورة أبصر الحقيقة كما هي ولا هم أيضاً....فلن أخجل من أقنعتي وسأعتبرها جزء مهم من حياتي ..فقد أكتشف يوماً أن الكثير يلبس مثل هذه الأقنعه وليس أنا الوحيده